1st blog: يوم الإثنين وكلمات

 

يوم الإثنين وكلمات

ترويها لكم طالبة العلم ذات الروح المكافحة

 

 

درجة الحرارة ٤٥ وفور خروجي من السيارة تمنعني الرطوبة من استعمال نظارتي للرؤية بوضوح، لكني أتطلع ليوم جيد لتغيير العالم

عند دخولي الساعة الثامنة صباحا لمقر وظيفتي الجميلة وإلقاء التحية على المتدربات العظيمات، تصل قهوتي بحليب الصويا بدون الحاجة لطلبها من "قانيش"

وقبل أن ينتبه العالم لوجودي ويبدأ في طلباته، أتذكر ان:

اليوم الإثنين:

 يعني أن "هانك" النبتة الجميلة التي وصلتني كهدية من صديقة قديمة والتي أستطيع القول انها تعبر عن حالتي النفسية بكل شفافية، ينتظر أن يرتوي.

وظيفتي تناسبني وتتسق مع تطلعاتي وطموحي الذي يكاد أن يلتهمني، والذي يقابله عمل بلا نهاية كدوامة تخيفني بقرب فقداني لهيفائيتي.

لكن اليوم الإثنين:

والمدير على دراية تامة.

لدينا اليوم لقاء "كلمات٤٢" نادي الكتاب في كلمات، وكغير العادة سأغادر المكتب فور حلول الساعة الخامسة.

كلمات:

في بيت الفن في الخبر، المكان الذي أحييه ويرد السلام.

السلام عليكم أشوك!

وهو بالتالي يسأل: اليوم بارتي؟

في كافيه عرب تنتظرني أنفال* وبيدها ورقة التسجيل والمكان مجهز للاجتماع.

كلمات:

عالمنا وناسنا. نادينا الأدبي.

الحضور سيدات اخذن من وقتهن للحضور ونقاش الكتب.

الجميع اتٍ من يوم مختلف قد يكون حافلاً كيومي، او اكثر استرخاء. من التعليم بالجامعة أو التعلم فيها إلى يوم سعيد ومرهق مع الأطفال.

كتابنا اليوم هو بيت الأرواح

نناقش فيه ايزابيلا اليندي وحياتها وكيف بدأت الكتابة. وكيف كان تأثير خلفيتها الثقافية على ما ترويه لنا.  

من خلال النقاش، نرى أهمية فهمنا للخلفيات التاريخية والسياسية والدينية، كسبيل لفهم الشخصيات. ونستمتع بشدة بإضافات الجيل الأكبر والمطلع بشكل أكثر.  يساعدنا بحثنا قبل النقاش لمعرفة المزيد، يعطينا القدرة على مشاركة المعلومات وبناء الحجة.

حاجتي لهذا المجتمع كانت واضحة من الجامعة والاختلاف العظيم بين ما توقعته وما حصلت عليه في الحياة.

انقذتني من حالة البؤس خلال دراستي الجامعية الشريكة أنفال وانتشلتني لحضور نقاش كتاب في "اقرأني" حيث كانت بداية نادي القراءة باللغة الإنجليزية لسنتين ثم الاستقلال وبداية كلمات.

العشاء:   

يصعب علي العودة الى المنزل مباشرة بعد ساعتين في كلمات.

كشخصية اجتماعية (extrovert): قد انفجر بالطاقة اللي شحنتها في كلمات، وانطلاقي في الطريق السريع قد يهوي بدماغي إلى التهلكة.

 من الضروري ان يوجد لي مجال لعشاء جميل مع الصديقات.

من الصعوبة إيجاد مجتمع ككلمات في السعودية وخاصة بالمنطقة الشرقية. التجمعات الشبابية محدودة ومن الصعب ان تكون النقاشات بالعمق المطلوب. لذلك نمتلئ بالفرحة عند انضمام أعضاء جدد.

 أهم ما استفدناه هو مجتمع النساء الداعم والمساند والمطلع، والذي يضيف لنا وعي مشترك بدون الاهتمام للتابوهات الاجتماعية. ويتيح لنا نقاش الأفكار التي ليس لها مجال في الأماكن الأخرى.

قد تكون هذه نسختنا من "كافيه دو فلور" أو "لا دو ماقو" حيث يلتقي سارتر وكامو وهيمنقوي وبيكاسو.

بدأ الأمر بنادي القراءة ثم نادي الكتابة "كلمات نور"* في ٢٠١٤ ثم استطعنا بعد بناء الشجاعة الكافية افتتاح نادي القراءة باللغة العربية وكان من افضل قراراتنا منذ البداية.

يسرت لنا كلمات الوصول الى مجتمعات مشابهة ولقاء الكثير ممن كنا نتمنى لقائهم، رغم بعض الصعوبات التي واجهتنا من الموافقات والتكاليف ومكان اللقاء أو حضور شخصين فقط للنقاش.

والأهم أن كلمات تتيح لي فرصة النوم براحة بعد ايماني بكوني جزء من التغيير.

ونتطلع للمزيد بإذن الله...

*أروي لكم عن أنفال وعن كلمات نور في وقت آخر.